الخميس، 3 نوفمبر 2011

المشيئة



المشيئة : هي قدرة الذات على التفاعل مع الأسباب لتنفيذ الإرادة و رياضياً ( المشيئة = الإرادة + الأسباب )
  1. {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [آل عمران : 40]
  2. {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [آل عمران : 47]
  3. {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [القصص : 68]
  4. {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} [الروم : 54]
  5. {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [فاطر : 1]
هذه المشيئة الإلهية و أدنى منها المشيئة الإنسانية
  1. {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} [الإنسان : 30]
  2. {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [التكوير : 29]
لهذا تنشأ عند الإنسان الإرادة أو النية و عندما يأخذا بالأسباب تكون هي مشيئته و التي تعمل ضمن مشيئة الله سبحانه تعالى الذي يسخر الأسباب لتعمل أو لا تعمل {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا} [الإسراء : 18]
  1. {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا} [المزمل : 19]
  2. {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ} [المدثر : 37]
  3. {فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (55) وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56)} [المدثر : 55 - 56]
لهذا كانت عملية التلقيح و تحديد نوع المولود و الاستنساخ و علاج العقيم أمور مرتبطة بالمشيئة {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)} [الشورى : 49 - 50]، حيث هنا الإرادة الإنسانية و تسخير نواميس المادة من الله يمكنها أن تحقق مشيئة الإنسان.
فالاستمطار {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48)} [الروم : 48]، و تشويه الأجنة {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران : 6].
و الرزق من الأمور التي تندرج تحت مشيئة الله فهو يبسط أي يوسع للعبد من جهة واحدة في الرزق أو يبصط أي يوسع للعبد من أكثر من جهة أو يقدر أي يضيق على العبد {وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16)} [الفجر : 16]، {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6)} [البلد : 5 - 6]،
  1. {إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا} [الإسراء : 30]
  2. {اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [العنكبوت : 62]
  3. {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [سبأ : 36]
  4. {أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الزمر : 52]
  5. {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الشورى : 12]
  6. {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ} [الشورى : 19]
و فعل المشيئة يمكن أن يحدث نقيضه
  1. {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99)} [يونس : 99]
  2. {قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} [الأنعام : 149]
  3. {... وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ...} [المائدة : 48]
و أهل الجنة في الجنة لا يحتاجون للأسباب فتصبح إرادتهم مشيئة مباشرة أي كل ما تنويه فقط تجده :
  1. {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ} [النحل : 31]،
  2. {لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا} [الفرقان : 16]
  3. {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ} [الزمر : 34]
  4. {تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} [الشورى : 22]
  5. {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [ق : 35]

المكان


المكان : إن المادة المحسوسة المحيطة بنا لها ثلاث أبعاد مشاهدة بالعين (س، ص، ع) و ما تشغله من حيز يعتبر مكان لها و عن حركة هذه المادة ينتج الزمن و الذي من خلاله نشاهد الأحداث تمر علينا عبر هذه البوابة.
الآن اعتبر العلماء الزمن هو البعد الرابع في التمثيل الرياضي لحركة المادة، و من وجهة نظر رياضية بحته أصبح بإمكان الإنسان تخيل أبعاد متعددة (أنظر أحد مقاطع اليوتيوب السابقة في صفحتي و التي توضح شكل المكعب في أربعة أبعاد)، و في الرياضيات البحتة تكلموا عن ن من الأبعاد، و فيزيائياً وصلنا إلى البعد الحادي عشر.
عموما نتوقع أن العالم الغير محسوس بالنسبة للبشر و هو مخلوق و فيه الجن و الملائكة كمخلوقات في أبعاد مختلفة، لهذا يختلف بعد الزمن بالنسبة لهم {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا} [الجن : 8].
و تغير المكان قد يكون مشاهد إذا حدث بسرعة طبيعية، و لكن إذا زادت السرعة يكاد أن يكون التغير غير مشاهد مثل دوران مروحة الطائرة حيث يمكن مشاهدة أجنحتها بالعين في السرعات المنخفضة و لا يمكن هذا عند السرعات العالية.
المكان الذي يحتوي المادة المحسوسة متشابهة  في البناء من الذرة إلى المجرة و هو يأخذ شكل الصور من بعيد {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا} [الكهف : 99]، و نلاحظ قول الحق عز و جل نفخ في الصور و ليس بالصور.
مع العلم أن السموات و الأرض اختارتا أن تكونا طائعتين {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت : 11]، و حمل الأمانة الإنسان {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب : 72]، و لا تغيير في المكان إلا حسب النواميس الكونية التي وضعها الخالق {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا} [الكهف : 77]، فإرادة الجدار لتغيير المكان كانت طاعة للنواميس الكونية.
و في قوله تعالى {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف : 143]، و مكان الجبل الذي تجلى عليه نور الخالق عز و جل لم يستقر مكانه بل جعله دكا.
و المكان يمكن وصفه بالجهات {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا} [مريم : 16]، {فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا} [مريم : 22]، {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} [مريم : 57]، {فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى} [طه : 58]، {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} [الحج : 26].

الإرادة


الإرادة : بعد أن تعرفنا على كنه المادة و حركته الموصوفة بالزمان و حيزها الموصوف بالمكان، و أن للمادة قيومية تقوم بها و اختيار اختارته لتطيع نواميس الخالق لها، فنجد أن بقاءها هو نوع من أنواع الحياة، حيث إن عكس الحياة الفناء {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)} [الرحمن : 26 - 27]، و الهلاك {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص : 88]، فالفناء و الهلاك هو خروج الطاقة التي تقوم بها المادة.
و مع انصياع المادة لنواميس الخالق لها، فقد فقدت النار خاصية الإحراق {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [الأنبياء : 69]، و فقد الماء خاصية الاستطراق (الميوعة) {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} [الشعراء : 63]، إلا إن المادة لها إرادة لتتبع هذه النواميس كما قال تعالى عن الجدار {فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ} [الكهف : 77] إذا الجدار يتجه إلى الانهيار وفق هذه النواميس.
البحث في جذر الفعل (رود) و الذي يعني القصد و الهدف و الغاية، نجد أن الإرادة إما أن تكون من خارج الذات
1    {قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ (32)} [يوسف : 32]،
2    {قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ (61)} [يوسف : 61]،
3    {وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (37)} [القمر : 37]
و تمتاز الإرادة أنها لا تحمل المتناقضات للمسألة الواحدة في الوقت ذاته
1    {.. يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ... (185)} [البقرة : 185]
2    {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} [آل عمران : 152]
3    {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} [النساء : 27]
4    {... مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة : 6]
5    {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} [الأنعام : 125]
6    {... إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ} [القصص : 19]
7    {قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} [الأحزاب : 17]
8    {... إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ} [الزمر : 38]
9    {... فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [الفتح : 11]
10     {وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا} [الجن : 10]
فإذا كانت المسألتان غير متناقضتان كانت الإرادة واحدة
1    {وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران : 176]
2    {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [النساء : 26]
3    {سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ ...} [النساء : 91]
4    {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة : 91]
5    {... وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ} [الأنفال : 7]
6    {فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ} [التوبة : 55]
7    {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص : 83]
8    {...إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب : 33]
لهذا إذا جاءت الإرادة لمسألة واحدة فقط فإن النقيض يكون غير وارد
1    {... وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41)} [المائدة : 41]
2    {... وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [يونس : 107]
3    {... وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ} [الرعد : 11]
4    {أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ} [يس : 23]
هذا كله في الدار الدنيا حيث المادة و الزمان و المكان، أما في الآخرة فالوضع مختلف؛ حيث تكون إرادة أهل النار مسلوبة من الأسباب {وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} [السجدة : 20]، بينما أهل الجنة لا يحتاجون إلى إرادة حيث تتحقق طلباتهم بالمشيئة و دون الأخذ بالأسباب {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35)} [ق : 35].
و الآن نأتي إلى الإرادة الإلهية و التي تنقسم إلى قسمين :
الإرادة الكونية :  {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [النحل : 40]، و هذه الإرادة تتعلق بعالم الأشياء و المادة سواء كانت محسوسة أم غير محسوسة بالنسبة لنا.
الإرادة الشرعية : {وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا} [الجن : 10] حيث ينتفي عن الإرادة الإلهية إرادة الشر، {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26) وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28)} [النساء : 26 - 28]، و متى ما عصى الإنسان الإرادة الإلهية الشرعية استحق العذاب {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [الإسراء : 16]، فالله يأمر بعدة أوامر {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء : 58] ، {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل : 90] فإذا لم ينفذ أهل القرية و مترفيها بالذات هذه الأوامر تدمر القرية تدميرا.
و قد تتجه الإرادة الشرعية إلى ترك الإرادة الإنسانية تتفاعل مع الأسباب التي سخرها لها خالقها لترجمة كفرها إلى شواهد حسية تكون شاهدا على الإنسان يوم القيامة {وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران : 176]، {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة : 41]، {وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ (54) فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (55)} [التوبة : 54 - 55].

الزمان


تعريف الزمان :إن الحقبة من الزمن عدة قرون و القرن مائة عام (بالهجري ) أو مئة سنة (بالميلادي) و السنة الميلادية 365 يوما، و اليوم 24 ساعة، و الساعة 60 دقيقة ، و الدقيقة 60 ثانية ، و الثانية 60 ثالثة ، و الثالثة 60 رابعة و هكذا دواليك؛ و كل هذه وحدات لقياس الزمن و لا تمثل الزمن نفسه {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَ...رْضَ } [التوبة : 36].
و لكن قوله تعالى { وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [فاطر : 11]، تعطينا صورة أعمق مما قاله آنشتاين في النظرية النسبية و التي كانت مدخل لاكتشاف قانون الطاقة الكتلة، فهذه الآية تتكلم عن لحظة الآن و هي النقطة الواقعة بين الماضي و المستقبل بدليل الفعل المضارع يعمر و ينقص، ففي هذه النقطة يتقدم الزمن و تجري الأحداث من خلاله بوابة الزمن التي نشاهد منها عالم المادة و فيها يزيد عمر الإنسان لحظة مرور اللحظة و هو يبتعد عن ساعة ولادته؛ و هي بالمقابل تنقص من عمره لحظة نتيجة اقترابه من ساعة نهاية حياته الدنيا.الآن مفهوم اللحظة هي النظرية النسبية حيث يختلف الزمن من لحظة إلى أخرى حسب المكان {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [الحج : 47]{يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [السجدة : 5]و على الأرض نعد السنة بدوران الأرض دورة كاملة حول الشمس (سنة شمسية)، و نعد الشهر بدوران القمر دورة كاملة حول الأرض (الشهر القمري)، و نعد اليوم بدوران الأرض دورة كاملة حول نفسها.لهذا اختلفت أيام الخلق و التكوين عن أيامنا هذه {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} [الأعراف : 54]، فالستة أيام هنا تمثل ستة دورات كاملة لمادة الخلق الأولى حيث الزمن آنذاك يختلف عن زمننا هذا.
و لكن ضابط العمل في بوابة الزمن هو الضوء حيث من مقارنة بسيطة بين اليوم و الألف سنة التي عندنا كما في الآية استطعنا تحديد سرعة الضوء 300 ألف كم بالثانية. إن لحظة الحدث عندنا هي نفسها لحظة الحدث على سطح الشمس و لكن لن نعرف بحدوث الحدث إلا بعد 8 دقائق من وقوعه، لأن الوسيط و هو الضوء يحتاج إلى هذه الفترة الزمنية لنقل هذا الحدث، و يؤكد الخالق على هذه المعلومة بالمسافات الأبعد فيقول عز و جل {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} [الواقعة : 75] ، حيث أن ما يظهر لنا في السماء هو مواقعها و لكن هذه اللحظة التي نعيشها تغير موقع النجم و تغيرت الأحداث عنده.
الآن مفهومنا للآن بدأ يتغير و نعرفه من خلال الخروج خارج الغلاف الجوي حيث تصبح الشمس نقطة كالنجم في رؤية رائد الفضاء و لا ليل و نهار هناك بل ظلام دامس 24 ساعة، و يبقى على اتصال مع المحطة الأرضية و الفرق بين الآن عنده و عند الفريق الأرضي قليل جدا لا يذكر، لكن لو انطلق رائد الفضاء بسرعة كبيرة جدا تتجاوز سرعة الضوء فإن الوسيط و هو الضوء سيتخلف عن إيصال المعلومة للرائد فتصبح الآن عندنا ماضي عنده، و بمعنى مجازي وصل هو للمستقبل.و من خلال هذه الفكرة البسيطة نقول إن خروج رائد فضاء بسرعة تتجاوز سرعة الضوء ستجعله ينظر إلى ماضينا و يشاهد الأحداث كلها كأنها تجري أمامه الآن.
بالنسبة للمخلوقات الغير محسوسة مثل الملائكة {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج : 4] فهي تخترق حاجز بوابة الزمن المخلوق للمادة {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة : 30].و بالنسبة للخالق عز و جل {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام : 103]، لهذا المستقبل و الماضي و الحاضر و الزمن جملة و تفصيلا ليس إلا مخلوقا من مخلوقات الله.تعاقب الليل و النهار علينا يجعل لحياتنا المادية طعم و وقت للراحة لأننا نحتاج إليها لتخرج أنفسنا من هذه الأجساد إلى عالمها الذي لا زمان فيه، و هذا العالم مستمر في الحياة الآخرة {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} [النازعات : 14]، و تكون حياة أبدية حيث لا زمن يحدها {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا} [النساء : 57] و كذلك للكافرين {إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} [النساء : 169].

المادة


يقول الحق سبحانة و تعالى : "و من آياته " ان تقوم السماء و الارض بامره"؛ تقوم فعل مضارع و يعني حاجة السماء ببنيانها الشديد و الارض ببنيانها الدقيق الى قدرة و طاقة تسيير لهذه الذرات جميعها؛ و قانون الزوجية من اعظم القوانين التي وضعها الخالق في الخلق "و من كل شيء خلقنا زوجين" [موجب و سالب ؛ ذكر و انثى ؛ شمالي و جنوبي ؛ „„„„]؛ و هذا الخلق العظيم تربط بين ذراته و مجراته حقول كهربائية و مغناطيسية و جاذب...ية كونية؛ و ليستمر في حالة ثبات يجب ان تزداد مادته باستمرار (و السماء بنيناها بأيد و إنا لموسوعون).في هذا العصر الحديث اكتشف الانسان ان المادة تتكون من ذرات صغيرة جدا < طول اربع منها يعادل نانو متر واحد = واحد من مليار من المتر > ؛ و هذه الذرة تتكون من :١~ نواة تحتوي على بروتونات <موجبة الشحنة الكهربائية > و نيوترونات <متعادلة الشحنة الكهربائية>.٢~ عدد البروتونات هو من يحدد كنه المادة [ مثلا الهيدروجين بروتون واحد؛ الهيليوم بروتونيين؛ الليثيوم ٣ بروتونات„„„ الكربون ٦بروتونات „„„„ الاكسجين ٨بروتونات „„„„„] اكتب الجدول الدوري في قوقل و ستجد[ جدول مندلييف] و الذي يحوي الى الان ١١٨ عنصر من الطييعة.٣~ النيوترونات لها دور الربط بين البروتونات الموجبة و المتنافرة؛ و عددها داخل النواة يساوي او يزيد عن عدد البروتونات و كل زيادة توجد نظير للعنصر [ مثلا عنصر الكربون نواته تحتوي على ٦ بروتونات ؛ بالمقابل هناك ٦ نيوترونات و المجموع ١٢ ؛ و مع زيادة نيوترون يصبح كربون ١٣، و بعدد ٨ نيوترونات و ٦ بروتونات ينتج كربون ١٤ و هو النظير المستخدم في تحديد اعمار الاحافير,٤~ يدور حول النواة جسيم اولي الالكترون و يحمل شحنة كهربائية سالبة تعادل شحنة البروتون ؛ لهذا يكون عدد الالكترونات مساوي لعدد البروتونات داخل النواة.٥~الجسيمات الاولية يمكن تقسيمها الى ثلاث انواع § الليبتونات مثل الالكترون و معه الميون و التاو و يصاحب كل منها نيوترينو فهي ٦ جسيمات § الكوركات و هي ٦ u d t b c s فوق وتحت اعلى و اسفل حيي و غريب و منها تتكون البروتونات و النيوترونات § ٤ جسيمات ثمثل القيج بوزونز و تختص بمعايرة القوى والحقول فمعيار للقوى النووية الضعيفة و اخر الجاذبية الكونية و ثالث القلو لقوى الربط النووية القوية و اخير ال زي بوزون <اكتب في قوقل الجسيمات الاولية لتشاهد جدول لترتيبها>.٦~ الالكترون حول النواة يكون في مدارات محددة حددها العالم بور باعداد صحيحة [هذه فيزياء الكم] ؛ و يمكن للالكترون الارتفاع من مداره الى مدار اعلى متى ما امتص طاقة على شكل فوتون؛ و كذلك اصدار فوتون عند انتقاله من مدار اعلى الى مدار اسفل او اقرب الى النواة [ من هذه الظاهرة ينتج الطيف الكهرومغناطيسي للعنصر و الذي من خلاله نتعرف على العناصر].٧~ هذه الجسيمات الاولية تمثل شكل من اشكال الطاقة و بسهولة حسب معادلة انشتاين للكتلة و الطاقة يمكن حساب طاقة كل جسيم <الطاقة = الكتلة * مربع سرعة الضوء>.الآن و من هذه الجسيمات الاولية تكونت الانوية و الذرات ثم العناصر والجزيئات ثم المركبات والمواد ثم الارض و السموات ؛ و هي بحركةمستمرة لا تقف و إن وقفت نتج انهيار داخلي للمادة وزالت (إن الله يمسك السموات والارض ان تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من احد من بعده إنه كان حليما غفورا).و يضع علماء الغرب في نظرياتهم جسيم اولي يسمونه جسيم الالهة من تنشأ للطاقة المحركةالاولية للذرة؛ و نحن المسلمون نقول هو امر الله [ومن آياته أن تقوم السموات و الارض بامره].جسم الانسان يتكون من ١٦ عنصر من ١١٨ عنصرفي الجدول الدوري و كل هذه المكونات من الارض (و الله انبتكم من الارض نباتا)،،(قد علمنا ما تنقص الارض منهم و عندنا كتاب حفيظ).هذا تعريف مبسط للماد و يتبع الباقي