الخميس، 3 نوفمبر 2011

الزمان


تعريف الزمان :إن الحقبة من الزمن عدة قرون و القرن مائة عام (بالهجري ) أو مئة سنة (بالميلادي) و السنة الميلادية 365 يوما، و اليوم 24 ساعة، و الساعة 60 دقيقة ، و الدقيقة 60 ثانية ، و الثانية 60 ثالثة ، و الثالثة 60 رابعة و هكذا دواليك؛ و كل هذه وحدات لقياس الزمن و لا تمثل الزمن نفسه {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَ...رْضَ } [التوبة : 36].
و لكن قوله تعالى { وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [فاطر : 11]، تعطينا صورة أعمق مما قاله آنشتاين في النظرية النسبية و التي كانت مدخل لاكتشاف قانون الطاقة الكتلة، فهذه الآية تتكلم عن لحظة الآن و هي النقطة الواقعة بين الماضي و المستقبل بدليل الفعل المضارع يعمر و ينقص، ففي هذه النقطة يتقدم الزمن و تجري الأحداث من خلاله بوابة الزمن التي نشاهد منها عالم المادة و فيها يزيد عمر الإنسان لحظة مرور اللحظة و هو يبتعد عن ساعة ولادته؛ و هي بالمقابل تنقص من عمره لحظة نتيجة اقترابه من ساعة نهاية حياته الدنيا.الآن مفهوم اللحظة هي النظرية النسبية حيث يختلف الزمن من لحظة إلى أخرى حسب المكان {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [الحج : 47]{يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [السجدة : 5]و على الأرض نعد السنة بدوران الأرض دورة كاملة حول الشمس (سنة شمسية)، و نعد الشهر بدوران القمر دورة كاملة حول الأرض (الشهر القمري)، و نعد اليوم بدوران الأرض دورة كاملة حول نفسها.لهذا اختلفت أيام الخلق و التكوين عن أيامنا هذه {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} [الأعراف : 54]، فالستة أيام هنا تمثل ستة دورات كاملة لمادة الخلق الأولى حيث الزمن آنذاك يختلف عن زمننا هذا.
و لكن ضابط العمل في بوابة الزمن هو الضوء حيث من مقارنة بسيطة بين اليوم و الألف سنة التي عندنا كما في الآية استطعنا تحديد سرعة الضوء 300 ألف كم بالثانية. إن لحظة الحدث عندنا هي نفسها لحظة الحدث على سطح الشمس و لكن لن نعرف بحدوث الحدث إلا بعد 8 دقائق من وقوعه، لأن الوسيط و هو الضوء يحتاج إلى هذه الفترة الزمنية لنقل هذا الحدث، و يؤكد الخالق على هذه المعلومة بالمسافات الأبعد فيقول عز و جل {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} [الواقعة : 75] ، حيث أن ما يظهر لنا في السماء هو مواقعها و لكن هذه اللحظة التي نعيشها تغير موقع النجم و تغيرت الأحداث عنده.
الآن مفهومنا للآن بدأ يتغير و نعرفه من خلال الخروج خارج الغلاف الجوي حيث تصبح الشمس نقطة كالنجم في رؤية رائد الفضاء و لا ليل و نهار هناك بل ظلام دامس 24 ساعة، و يبقى على اتصال مع المحطة الأرضية و الفرق بين الآن عنده و عند الفريق الأرضي قليل جدا لا يذكر، لكن لو انطلق رائد الفضاء بسرعة كبيرة جدا تتجاوز سرعة الضوء فإن الوسيط و هو الضوء سيتخلف عن إيصال المعلومة للرائد فتصبح الآن عندنا ماضي عنده، و بمعنى مجازي وصل هو للمستقبل.و من خلال هذه الفكرة البسيطة نقول إن خروج رائد فضاء بسرعة تتجاوز سرعة الضوء ستجعله ينظر إلى ماضينا و يشاهد الأحداث كلها كأنها تجري أمامه الآن.
بالنسبة للمخلوقات الغير محسوسة مثل الملائكة {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج : 4] فهي تخترق حاجز بوابة الزمن المخلوق للمادة {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة : 30].و بالنسبة للخالق عز و جل {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام : 103]، لهذا المستقبل و الماضي و الحاضر و الزمن جملة و تفصيلا ليس إلا مخلوقا من مخلوقات الله.تعاقب الليل و النهار علينا يجعل لحياتنا المادية طعم و وقت للراحة لأننا نحتاج إليها لتخرج أنفسنا من هذه الأجساد إلى عالمها الذي لا زمان فيه، و هذا العالم مستمر في الحياة الآخرة {فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ} [النازعات : 14]، و تكون حياة أبدية حيث لا زمن يحدها {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا} [النساء : 57] و كذلك للكافرين {إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} [النساء : 169].

ليست هناك تعليقات: